تُعد ظاهرة التجنيد القسري للأطفال في أفريقيا من أبشع انتهاكات حقوق الطفل، ولقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام دولي خلال ثمانينيات القرن الماضي، وبدأت المساعي الرامية إلى خفض معدلات هؤلاء الأطفال وتقليص عملية إدماجهم في النزاعات والحروب.
وسواء كانت مشاركة الأطفال في الجماعات المسلحة تتم بشكل جبري أو طوعي، نجد أن عادة ما يؤدي الجنود الأطفال مجموعة من المهام؛ كالمشاركة في القتال، زرع الألغام والمتفجرات، الاستكشاف والتجسس، أو العمل كحراس وسعاة وفي وظائف الدعم اللوجستي والعتالة والطهي والعمالة المنزلية، فضلاً عن تقديم الخدمات الجنسية. ووفقًا لإحصائيات عام 2001، كان هناك ما يقدر بنحو 300 ألف طفل تم تجنيدهم للمشاركة في 30 صراعًا على مستوى العالم، وكان من بينهم 40% أي ما يقدر بـــــ 120 ألف من الفتيات؛
وكشفت دراسة حديثة لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية عن العوامل المسؤولة عن انتشار التجنيد القسري للأطفال في أفريقيا وهي:
- الفقر.. تم تحديد الفقر باعتباره العامل الرئيسي في مشاركة الأطفال الجنود في النزاعات المسلحة في أفريقيا، حيث تؤدي النزاعات إلى نقص الغذاء وفي بعض الأحيان إلى حدوث المجاعات وتدمير وسائل الانتاج والبنية التحتية.
- الحروب والصراعات.. تُعد الحروب والصراعات عاملًا مساهمًا في خلق ظاهرة الجنود الأطفال، فلا يقتصر تأثيرها على اقتحام حياة الأطفال وتهديدها فحسب؛ بل تخلق فرصًا للعمل والهروب من أوضاع الأسرة والمدرسة.
- ارتفاع معدلات التيتم.. حيث إن الأطفال الذين ينتمون إلى خلفيات عائلية ممزقة والذين فقدوا والديهم وعائلاتهم يعانون من ضعف الروابط الاجتماعية مع أفراد أسرهم ويصبحون أكثر عرضة للتجنيد والانجذاب إلى حوافز الحرب سواء بتهديدهم أو باستدراجهم مقابل الحصول على الطعام والحماية.
- انتشار الأسلحة الحديثة: حيث ساهمت التحسينات التكنولوجية التي جعلت الأسلحة النارية أخف وزنًا وأسهل في الاستخدام إلى تسهيل عملية تجنيد الأطفال.
برأيك.. هل هناك عوامل أخرى تساعد على تجنيد الأطفال؟