كان الخطاب العدائي، هو السائد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه مصر، بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر، عقب 30 يونيو 2013 احتضن أردوغان عناصر جماعة الإخوان المصنّفة إرهابيًا في مصر، بعد فرارهم وفتح لها منصات إعلامية، بهدف التحريض ضد مصر، وزعزعة الاستقرار فيها.
إلا أن الموقف تغير حاليا فبعدما كان يهاجم مصر، أصبح يستجدي الحوار معها، حتى مستشار أردوغان ياسين أقطاي أكد في تصريحات له مؤخرا أن تركيا ليست أرضا للإرهابيين.
المعروف أن أردوغان لا يجيد إلا المتاجرة بالأوراق المتاحة بين يديه لتحقيق غاياته، ففي السابق صعد أردوغان ضد مسلمي الإيجور، الذين يتعرضون لانتهاكات في الصين، ووصفها بأنها “إبادة عرقية”، ولكن هذا المواقف سرعان ما تبدل، وباع أردوغان مسلمي الإيجور بحفنة من الاستثمارات ومن أجل الحصول على لقاح كورونا، أما عن السوريين فلم تستقبلهم تركيا إلا ليصبحوا ورقة مساومة مع الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على الأموال والامتيازات.
يعد ملف استضافة الإخوان من أبرز الملفات الشائكة بالنسبة لأردوغان فوفق محللين أردوغان لن يقدم تنازلات حقيقية، أو يقدم على ترحيل قيادات التنظيم لارتباط الرئيس التركي العضوي بالتنظيم الدولي للإخوان.
فهل ما يحدث من تغير بالموقف التركي مراجعة تكتيكية يسعى من خلالها أردوغان إلى تثبيت وجوده في ليبيا والانضمام لمنتدى شرق المتوسط عن طريق مغازلة مصر أم خيبة أمل في جدوى الإخوان في إتمام مخططه؟