
ترجمة خاصة – ماعت جروب | في خطوة هامة نحو تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة، كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه تم تحويل مستودع ضخم في جنوب إسرائيل إلى مقر رئيسي لمتابعة تنفيذ هذه الخطة المعقدة، التي لا تزال قيد التطوير.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في غزة، ليبدأ الآن العمل على تنفيذ الجزء الأكثر تحدياً من الخطة، وهو إيجاد بدائل لحركة “حماس” لتولي إدارة قطاع غزة وتأمينه، وفقاً لما أكدته الصحيفة.
وأشارت إلى أن القوات الأمريكية تعمل بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وشركاء دوليين على تأسيس “مركز تنسيق مدني عسكري” في الموقع الجديد، الذي يهدف إلى مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، وتنسيق تدفق المساعدات الإنسانية وتوفير الدعم الأمني للقطاع.

وتابعت أن هذا العمل يجري في مستودع كبير يقع على بُعد نحو 20 ميلاً من غزة، حيث يتعاون نحو 200 جندي أمريكي مع نظائرهم الإسرائيليين في إنشاء المركز.
كما اعتبرت الصحيفة أن هذا المركز يشكل “رمزاً ملموساً” لالتزام الولايات المتحدة بخطة السلام في غزة، والتي تضمن فيها واشنطن عدم استئناف الحرب طالما التزمت حركة “حماس” بشروط الاتفاق، حيث تم تجهيز المركز بمعدات حديثة مثل شاشات عرض ضخمة تُعرض عليها النقاط العشرين لخطة ترامب، إضافة إلى تحديثات دائمة من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي جانب آخر، أكدت الصحيفة أن المركز لا يقتصر على التعاون بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي فقط، بل يضم أيضاً ضباطاً من دول شريكة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، حيث إن هؤلاء الضباط يتنقلون بين أروقة المركز لمتابعة تطورات الوضع، ويساهمون في الجهود الدولية المبذولة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة.
وفقاً للصحيفة، تعمل الولايات المتحدة على تشكيل “قوة استقرار” دولية تضم عدداً من الدول الشريكة، رغم تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بعدم وجود قوات أمريكية داخل غزة.

وفي هذا السياق، تجرى حالياً محادثات مع دول مثل مصر وتركيا والإمارات وإندونيسيا حول تشكيل هذه القوة، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن التفاصيل المتعلقة بتفويض القوة، وهيكل القيادة، وآلية التمويل لا تزال قيد النقاش.
ومن المقرر أن يلعب دبلوماسيون أمريكيون دوراً مهماً في هذه المرحلة، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي زار إسرائيل مؤخراً، أن العمل الذي يتم في المركز الجنوبي هو “مفتاح الحفاظ على تماسك الخطة”، كما ذكر أن هناك تحديات عديدة في طريق تشكيل القوة الدولية، لكنه شدد على أن هناك تقدماً كبيراً قد تحقق خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن جزءاً من العمل التنسيقي الجاري في المركز يتضمن التنسيق مع منظمات دولية مثل برنامج الأغذية العالمي لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل فريق خاص داخل المركز للتركيز على تحسين وصول المستلزمات الأساسية مثل المواد الطبية واحتياجات فصل الشتاء.
وبالرغم من أن تنفيذ الخطة يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يبدون تفاؤلاً حذراً بشأن التقدم المحرز، حيث قال روبيو: “حققنا تقدماً خلال 13 يوماً يفوق كل التوقعات، وعلينا أن ننجح في ذلك، فليس أمامنا بديل آخر”.





