
ترجمة خاصة – ماعت جروب | كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الولايات المتحدة قررت تعليق بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا في خطوة تهدف إلى تعزيز دفاعات إسرائيل، حيث تواجه واشنطن تحديًا متزايدًا في توزيع مواردها العسكرية المحدودة حول العالم.
وفيما يتركز اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تعزيز الأمن الإسرائيلي، تكشف هذه القرارات عن معضلة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية حول كيفية التوازن بين التزاماتها الدفاعية المتعددة دون التأثير على قوتها العسكرية.
قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توجيه ضربة ضد إيران، صدم مؤيديه الذين يتبنون مبدأ التدخل المحدود في الشؤون الدولية، وهذا الأسبوع، أحدث ترامب موجة من الانتقادات من بين التيار المتشدد عندما قرر تعليق شحنات الأسلحة الرئيسية إلى أوكرانيا، بحسب الصحيفة.

وعلى الرغم من أن هذه القرارات قد تبدو متناقضة للوهلة الأولى، إلا أن الصحيفة تشير إلى أن هناك توازنًا دقيقًا بينهما، يشير إلى واقع السياسة الخارجية الأمريكية في ظل ضغوط عديدة.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد الضغوط على واشنطن نتيجة توزيع قوتها العسكرية المحدودة بين العديد من الصراعات الدولية، حيث إن تعليق تسليم صواريخ “باتريوت” إلى أوكرانيا يأتي في إطار استراتيجيات أمريكية تسعى إلى دعم إسرائيل في وقت حساس.
ولفتت إلى أنه على الرغم من أن الصواريخ الدفاعية أسهمت بشكل كبير في حماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية، فإن الولايات المتحدة تعتمد عليها أيضًا لحماية قواعدها العسكرية، وفي هذا السياق، يصبح من الواضح أن ترامب قد يضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة تقضي بتفضيل الدفاع عن إسرائيل على حساب بعض احتياجات أوكرانيا.

ووفقًا للصحيفة، يُفضل ترامب الصراعات قصيرة المدى ذات النتائج الحاسمة، كما هو الحال في حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران، على النزاعات المطولة وغير الواضحة، مثل حرب أوكرانيا ضد روسيا، كما أن ترامب يراعي الفروق في حجم التهديدات، حيث يرى أن إيران أضعف بكثير من روسيا، التي تمتلك أسلحة نووية، ما يجعل المواجهة معها أكثر تعقيدًا.
وفيما تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص بعض إمدادات الأسلحة، استمرت واشنطن في تأكيد دعمها العسكري لأوكرانيا. ففي 3 يوليو، صرح ترامب بأن الولايات المتحدة لن تتوقف عن تقديم الدعم العسكري لكييف، مشيرًا إلى أن الأولوية هي ضمان توافر الأسلحة اللازمة لاحتياجات الولايات المتحدة نفسها.
ورغم تعليق بعض الصواريخ والأنظمة الدفاعية، مثل “باتريوت” و”ستينغر”، فإن الإمدادات الأخرى، مثل الذخائر الدقيقة وصواريخ هيلفاير، لا تزال قائمة، مما يعكس سياسة توازن حذر بين المتطلبات الأمنية المحلية والدولية.