
ترجمة خاصة – ماعت جروب | في تحول لافت في السياسة الخارجية الأمريكية، سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن التقاليد التي اعتادت الولايات المتحدة على اتباعها في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح ترامب الأخير أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، حيث دعا ترامب إلى منح عفو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد واستغلال السلطة.
واعتبرت الصحيفة هذا الطلب جزءًا من سلسلة الإجراءات التي يتخذها ترامب، والتي تمثل انحرافًا عن سياسة دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي كانت تتبناها أمريكا على مدار عقود.
ترامب ومعارضة القيم الديمقراطية
أشارت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها، إلى أن هذا الطلب يعد أحدث مثال على الابتعاد عن سياسات سابقة كانت تدعم القيم الديمقراطية حول العالم.
إذ قام ترامب في بداية فترة رئاسته بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تمول مشاريع نشر الديمقراطية حول العالم، كما تجاهل العديد من التقارير التي تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في دول أخرى.

العفو عن نتنياهو
وفي حدث منفصل، قدم ترامب اقتراحه أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي، قائلاً: “لدي فكرة، لماذا لا تمنحه عفوًا؟”، ورغم أن ترامب قلل من أهمية هذا التصريح بعد أن أدلى به، قائلاً إنه كان “مجازفة صغيرة” – بحسب الصحيفة – إلا أن العديد من النقاد اعتبروا هذه الدعوة بمثابة تدخّل أمريكي مباشر في السياسة الداخلية الإسرائيلية.
لذلك، أكدت “واشنطن بوست” أن هذا التصرف يعكس تصعيدًا في دعم ترامب للأصدقاء الدوليين، حتى إن كان ذلك يتناقض مع مواقف سابقة قامت على فكرة “أن لا أحد فوق القانون”.
علاقات ترامب الخارجية
سلطت الصحيفة أيضًا الضوء على النهج المتناقض لترامب في التعامل مع قضايا الفساد، ففي حين أنه سبق له أن عفا عن عدد من الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك حاكم ولاية إلينوي السابق رود بلاغوجيفيتش، وهو ديمقراطي متهم ببيع مقعد في مجلس الشيوخ، فإنه يُظهر دعمًا متواصلاً للأنظمة الاستبدادية حول العالم، من خلال تحالفاته مع دول مثل السلفادور التي تتبنى سياسات حادة في ملف الهجرة.

غضب داخلي بإسرائيل من ترامب
وفيما يتعلق بإسرائيل، أضافت الصحيفة أن قضية العفو عن نتنياهو تثير جدلًا داخليًا، حيث يتهم البعض رئيس الوزراء بمحاولة تمديد الحرب مع حماس بغرض تأجيل محاكمته.
وفي الوقت ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة توقيف ضد نتنياهو بتهمة استخدام المجاعة كسلاح حرب، وهي قضية أثارت أيضًا انتقادات من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين في أمريكا.
وفي هذا السياق، يرى بعض الإسرائيليين أن تدخّل ترامب في قضية نتنياهو هو أمر غير مرحب به، نظرًا لفخرهم باستقلالية النظام القضائي في بلادهم.
ترامب يواصل دعمه للأصدقاء
بحسب الصحيفة، فإن ترامب الذي يتمتع بشعبية كبيرة في إسرائيل بفضل وساطته في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تجاوز حدود السياسة التقليدية حين دعا إلى العفو عن نتنياهو، ما يُعدّ مثالاً آخر على كيف أن ترامب يُقدّم أولوياته السياسية على المبادئ التي لطالما كانت جزءًا من السياسة الأمريكية الخارجية، خاصة فيما يتعلق بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
أولويات متغيرة في السياسة الأمريكية
قالت الصحيفة إن هذه التحولات في السياسة الخارجية الأمريكية، تشير إلى مرحلة جديدة من العلاقات الدولية التي تُركز على المصالح السياسية والاقتصادية، بدلاً من نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.





