
ترجمة خاصة – ماعت جروب | كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دخل البيت الأبيض بتعهد بإنهاء الحروب في أنحاء العالم، إلا أن محاولاته لإبرام اتفاق نووي مع إيران أدت إلى تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل بدأت حربًا جديدة في هذا السياق.
ووفقًا للتقرير، ساعد الجيش الأمريكي في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل، في وقت كانت فيه المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في مراحل متقدمة.
منذ أشهر، كان مبعوث البيت الأبيض يجري مفاوضات مع القادة الإيرانيين بهدف فرض قيود على برنامجهم النووي، على الرغم من الاعتراضات الشديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وصرح ترامب بأن الاتفاق مع إيران سيكون أفضل من “عنف لم يره الناس من قبل”، ورغم هذه التصريحات، كان مسار الدبلوماسية “عالي المخاطر” يواجه تحديًا كبيرًا، إذ كانت إسرائيل قادرة على عرقلة هذه المفاوضات ببساطة عبر شن هجمات على إيران.

وتابعت الصحيفة أنه بعد مرور خمسة أشهر من ولاية ترامب الثانية، بدت محاولاته لجعل الشرق الأوسط أكثر استقرارًا محاطة بالصراعات الجديدة، حيث شهدت المنطقة تصعيدًا في العنف بينما كانت جهود واشنطن تركز على الدفاع عن إسرائيل.
وأشارت إلى أن ترامب كان على دراية بخطط إسرائيل لتوجيه ضربات إلى إيران، لكن لم يكن واضحًا ما إذا كان سعى لثني نتنياهو عن تنفيذ الهجمات، وعلى الرغم من دعوته لإيران بمواصلة المفاوضات أو مواجهة المزيد من الهجمات الإسرائيلية، فإن فرص التوصل إلى اتفاق مع طهران بدت بعيدة.
ومن بين الأبعاد التي ناقشتها الصحيفة، كان تأكيد بعض المحللين أن المفاوضات السابقة كانت تعتمد جزئيًا على تعهدات أمريكية بحماية إسرائيل وضمان السلام في المنطقة، فضلا عن التغيرات الحاصلة على الأرض، مثل مقتل بعض القادة الإيرانيين، قد جعلت هذه التعهدات أقل قوة من ذي قبل.

وفي هذا السياق، قالت إيلي جيرانمايه، الخبيرة في الشأن الإيراني بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران كانت تهدف إلى تقويض جهود ترامب للوصول إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي.
كما أفادت الصحيفة بأن ترامب حاول استعادة السردية الخاصة به بشأن المنطقة في ظل هذه الأزمات، إلا أن محاولاته كانت تواجه صعوبات، حيث لم تُسفر الجهود عن أي خطوات ملموسة من شأنها أن تدفع إيران إلى طاولة المفاوضات.
في غضون ذلك، أكدت الصحيفة أن محادثات جديدة مع إيران كانت ما تزال مقررة في عمان، ولكن في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية، أصبح من الصعب تصور أن تلك الاجتماعات ستتم كما هو مخطط لها.

وفي هذا السياق، أبدت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز “ديفينس براوريتيز” للأبحاث، قلقها من أن مثل هذه الضغوط قد تضر بمصداقية الولايات المتحدة في المفاوضات مع طهران، وكذلك مع دول أخرى في المنطقة.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يبذل أي جهود علنية لثني إسرائيل عن مواصلة ضرباتها، كان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد أشار إلى أن إسرائيل تصرفت بمفردها بعيدًا عن الدعم الأمريكي.
وأوضح عدد من المحللين، أن هذا التناقض في المواقف الأمريكية قد لا يكون كافيًا لوقف الهجمات الإسرائيلية أو إقناع إيران بتجنب التصعيد ضد المصالح الأمريكية في المنطقة.

من جانبه، قال جوناثان بانيكوف، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي الرفيع السابق، إن ترامب كان جادًا في سعيه لتحقيق دبلوماسية مع إيران، ولكنه بدأ يدرك أن هذا الهدف قد يكون بعيد المنال، مضيفا أن إيران لن تتنازل عن حقها في التخصيب النووي، وهو ما شكل أحد العوامل الحاسمة في تطور الموقف الأمريكي.
في هذا الصدد، لفتت “واشنطن بوست” إلى أن قبول ترامب لشن إسرائيل حربًا ضد إيران يعد خروجًا عن مواقفه السابقة، والتي تعهد فيها خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحروب العسكرية الأمريكية وإخراج الولايات المتحدة من التورطات العسكرية في الخارج، حيث إنه في خطابه الانتخابي، قال: “سنعيد الاستقرار بسرعة إلى الشرق الأوسط، وسنعيد السلام إلى العالم”.