كان مقدرا لمصر أن تكون محددات أمنها القومي خارج حدودها. فنهر النيل، شريان لملايين المصريين، يأتي من الهضبة الإثيوبية، التي تساهم بـ 85 % من إيراد نهل النيل السنوي. وقناة السويس.. شريان التجارة مع العالم، وأحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر، تمر السفن إليها عبر مضيق باب المندب. لذلك كان التحدي الذي طالما واجه الدولة المصرية.. هل تستطيع القيام بعمليات عسكرية خارج حدودها؟ فهذا الأمر يتوقف عليه قدرتها على الردع.. وحماية أمنها القومي الذي قد يقع على بعد آلاف الأميال من حدودها. لهذا اهتمت الإدارة المصرية في السنوات الأخيرة بعملية تحديث شاملة في قدرات الجيش المصري.. ليصبح قادرا على التحرك بسهولة وفاعلية خارج النطاق الجغرافي للدولة.. والوصول إلى أبعد نقطة تمس الأمن القومي والمصالح المصرية، حال تطلب الأمر ذلك.