
ترجمة خاصة – ماعت جروب | في أعقاب الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية مؤخرًا، تطرح تساؤلات عديدة حول جدوى استخدام القوة في كبح طموحات طهران النووية.
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأمر بتحليل موسع، مشيرة إلى أن القصف قد لا يحقق الهدف المرجو، بل ربما يفتح فصلاً جديدًا أكثر تعقيدًا في الملف النووي الإيراني.
ووفق التحليل، فإن إيران أقدمت مؤخرًا على خطوة تصعيدية، حيث وقّع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قانونًا يعلّق جميع أشكال التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما جاء بعد الهجوم الجوي، ما يعكس تغيرًا في الحسابات وردود الفعل السياسية داخل طهران.

ويستند التقرير إلى مبدأ معروف في دوائر الأمن القومي، يقول إن الضغط العسكري لا يؤدي بالضرورة إلى تفكيك برامج التسلح النووي، بل قد يعزز القناعة لدى الدولة المستهدفة بضرورة امتلاك “الردع النهائي”، في هذا السياق، ترى الصحيفة أن العمل العسكري ربما يكون قد عمّق عزيمة طهران بدل أن يردعها.
وفيما تراجع إيران تعاونها مع المفتشين الدوليين، تسود حالة من الغموض حول مستقبل المفاوضات النووية، فبعد نحو 25 عامًا من الشد والجذب حول هذا الملف، يبدو أن مرحلة جديدة بدأت، لكن من دون مؤشرات واضحة على عودة قريبة إلى طاولة الحوار.
من جانب آخر، يشير التقرير إلى أن الضربة الجوية التي نفذتها قاذفات “بي-2” الأمريكية في 22 يونيو الماضي أوقفت مؤقتًا العمل في منشآت التخصيب، حيث توقفت أجهزة الطرد المركزي المتطورة، والتي كانت تعمل لإنتاج اليورانيوم بنسبة عالية، عن الدوران، إذ يعتقد معظم الخبراء أن تلك الأجهزة قد تعرضت للتدمير.

رغم ذلك، يرى بعض المحللين – بحسب الصحيفة – أن نجاح العملية من وجهة نظر واشنطن يقتصر على تحقيق “مهمة محددة” دون الانزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة، وهي نتيجة اعتبرها البيت الأبيض إيجابية مقارنةً بمخاوف سابقة لدى الإدارات الأمريكية من اندلاع حرب شاملة في حال استُهدفت إيران عسكريًا.
وبحسب الصحيفة، يبدو أن الضربة الجوية الأمريكية لم تكن نهاية لمسار التوتر، بل بداية لمرحلة جديدة تتسم بمزيد من الغموض والمواجهة غير المباشرة، حيث تتراجع فرص التفاهم الدبلوماسي، بينما تزداد مؤشرات التصعيد، في وقت لا تزال فيه قدرات إيران النووية محل متابعة دولية دقيقة ومثيرة للجدل.