
ترجمة خاصة – ماعت جروب | في تحليل جريء نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، رأت فيه أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قدّم تنازلاً غير مباشر لصالح نظيره الصيني شي جين بينج، من خلال قراره تعليق بعض الرسوم الجمركية المفروضة على عشرات الدول لمدة 90 يومًا.
أكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تُعد اعترافا ضمنيا بالضغوط التي فرضتها الحرب التجارية المحتدمة، والتي تهدد بإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، بل وقلبه رأساً على عقب.
في هذا الصدد، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن ترامب لم يُبدِ قلقًا في البداية حيال ما تسببت به رسومه الجمركية، رغم أنها أثارت موجة بيع ضخمة في أسواق الأسهم العالمية، وأسفرت عن خسائر تريليونية في ثروات البلاد.
حيث كان رد ترامب للأمريكيين ببساطة: “اهدأوا”، إلا أن تراجعه السريع لاحقًا، خاصة بعد الاضطرابات المالية وارتفاع عائدات السندات الحكومية، أظهر هشاشة موقفه، وهدد بشكل مباشر هيمنة الدولار الأمريكي وقواعد الاقتصاد الأمريكي.

وفي المقابل، بحسب الصحيفة، كان الرئيس الصيني شي جين بينج يراقب عن كثب، وأدرك أن ترامب يحمل نقطة ضعف جوهرية، رغم أن ترامب بدا للبعض زعيمًا صارمًا ومتهورًا، فإن شي، الذي يقود دولة حزب واحد بتاريخ طويل من السياسات الأحادية، لم يبدُ عليه التأثر بالضغوط الأمريكية.
وللدلالة على مدى صلابة موقف الصين، استشهدت “نيويورك تايمز” بما كتبه الروائي الصيني هاو كون، المعروف باسمه المستعار “مورونغ شيويكون”، على منصة “إكس”: “الرسوم الجمركية، بل وحتى العقوبات الاقتصادية، ليست أدوات ضغط فعالة على شي جين بينج”.
ورغم أن شي يظل شخصية غامضة في نظر الرأي العام العالمي، إلا أن الصحيفة ترى أن فهمه لا يأتي من تصريحاته الرسمية، بل من سلوكه التاريخي وعلاقته المتجذرة بالشعب الصيني، الذي يبلغ تعداده 1.4 مليار نسمة، وسجله الطويل في تجاوز الصعاب.

وفي أول تعليق علني له حول هذه الحرب الاقتصادية، قال شي يوم الجمعة، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية الصينية: “لطالما اعتمدت تنمية الصين على الاعتماد على الذات والعمل الجاد؛ لم نكن يومًا نعتمد على صدقات من أحد، ولا نخشى أي قمع ظالم”.
بهذا التصريح، يضع الزعيم الصيني النقاط على الحروف، مؤكدًا أن الصين لن تركع تحت ضغط الرسوم الجمركية، ولا العقوبات، ولا السياسات الأمريكية المتقلبة، وبينما تترنح الأسواق ويُعيد الغرب حساباته، يبدو أن شي جين بينج يواصل لعبته الطويلة بثقة هادئة وحنكة سياسية.