
ترجمة خاصة – ماعت جروب | أكدت مجلة “فورين بوليسي” في تحليل موسع أن الانطباع العام بشأن نجاح سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخارجية قد يكون غير واقعيًا.
في الآونة الأخيرة، تم تداول الكثير من التكهنات حول الاختلاف الواضح بين نجاحات ترامب في السياسة الخارجية وفشله في الداخل، بينما تتسابق بعض وسائل الإعلام والمحللين للإشادة باتفاق غزة، الذي وصفه البعض بأنه إنجاز دبلوماسي غير مسبوق، فإن الواقع يختلف.
وأشارت المجلة إلى أن المبالغة في تقدير النجاح الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط قد تكون سابقًا لأوانها، فعلى الرغم من أن إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد أثار إعجاب بعض المؤيدين، إلا أن هذه الهدنة تثير أسئلة أكثر من إجابات حول كيفية الحفاظ على السلام طويل الأمد في غزة.

وأشارت إلى أن الاتفاقية التي أسفرت عن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لم تتطرق بشكل كافٍ إلى قضايا حقوق الفلسطينيين أو إقامة دولة لهم، مما يثير الشكوك حول استمرار الاستقرار بعد فترة الهدوء الحالية.
وتعليقًا على الوضع في غزة، أفادت المجلة بأن ترامب قد نال الثناء على ضغوطه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم أن هذا الضغط كان محدودًا للغاية، ومن الواضح أن الولايات المتحدة قد أظهرت انحيازًا واضحًا تجاه إسرائيل، حيث استمرت في تزويدها بالأسلحة في وقت كانت فيه غزة تشهد تدميرًا مروعًا.
كما انتقدت المجلة تصريحات ترامب التي وصف فيها قطاع غزة كموقع محتمل لتطوير مشاريع عقارية، وهو تصريح وصفه العديد بالمؤسف والمستهجن.

وفيما يتعلق بسياسة ترامب الخارجية بشكل عام، شددت المجلة على أنه لا يمكن إغفال الطابع الشخصي والتقلبات التي تميز تعاملاته مع الدول فمن خلال المساعدات الاقتصادية المشروطة التي قدّمها للأرجنتين على الرغم من تاريخها السيئ في تسديد الديون، إلى التهديدات المستمرة ضد فنزويلا، يكشف ترامب عن نمط دبلوماسي تحكمه المصالح الشخصية أكثر من المبادئ أو القيم الأمريكية التقليدية.
وبالحديث عن روسيا والصين، انتقدت المجلة تعاملات ترامب مع هاتين الدولتين، مشيرة إلى أنه كان غير قادر على فرض ضغوط حقيقية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل كان يتجه نحو تقليص الدعم لحلف الناتو في الوقت الذي كان فيه بوتين يواصل هجومه على أوكرانيا.
وبشأن الصين، فإن ترامب لم يظهر أي رؤية استراتيجية واضحة في التعامل مع بكين، ما يعكس افتقارًا للتوازن والاحترام المتبادل في العلاقة بين البلدين.
كما أشارت المجلة في تحليلها إلى أن سياسة ترامب الخارجية لم تقتصر على الفشل في إدارة التحديات الكبرى مثل روسيا والصين فقط، بل أيضًا في تحقيق علاقات مستقرة ومتوازنة مع العديد من الدول.





