ماعت جروب – ترجمة رامي السيد
في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولات أمنية متسارعة ومعقدة، تبرز صفقة الأسلحة الأمريكية مع مصر والمغرب كدليل واضح على التحولات الاستراتيجية الكبرى في المنطقة. هذه الصفقة ليست مجرد خطوة عسكرية تقليدية، بل تعكس رؤية الولايات المتحدة لتعميق شراكاتها مع دول محورية تساهم في استقرار المنطقة. بينما تلعب مصر دور الوسيط الحاسم في أزمة غزة، يعمل المغرب على تعزيز قدراته العسكرية لمواجهة التهديدات المستقبلية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، فإن موافقة الولايات المتحدة على صفقة الأسلحة الكبرى لمصر تسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه القاهرة في الشؤون الإقليمية، وتعزز العلاقات العسكرية بين البلدين. من المتوقع أن تزداد الفوائد العملية لهذه الشراكة الأقوى، بما في ذلك جهود مصر في الوساطة بشأن الحرب الجارية في قطاع غزة.
وفي تعليق على صفقة الأسلحة، أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن مصر أصبحت شريكًا قريبًا للولايات المتحدة في جهود الوساطة لحل الأزمة الإسرائيلية على غزة. ورغم التوترات مع إدارة الرئيس بايدن، فإن واشنطن قد مضت قدمًا في إبرام صفقات أسلحة مع القاهرة.
أما وفقًا لموقع Army Recognition العسكري البلجيكي، فإن الهدف من الصفقة هو تحديث معدات الدفاع المصرية نظرًا للمكانة الاستراتيجية لمصر في الشرق الأوسط. كما تعزز الصفقة من قدرة مصر على الاكتفاء الذاتي في صيانة أسطولها المدرع، مما يسهم في تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف عبر تسهيل تدفق قطع الغيار من الولايات المتحدة. يشمل المشروع مجموعة واسعة من المعدات مثل تحسين الرؤية الليلية، أنظمة التصوير الحراري، قاذفات القنابل الدخانية، والمحركات الخاصة بالدبابات. وستُجرى زيارات نصف سنوية إلى مصر لضمان إشراف الخبراء على أعمال التحديث وتدريب الكوادر المحلية.
تتماشى هذه الصفقة مع استراتيجية أوسع لتعزيز أمن مصر، الحليف الرئيس من خارج حلف الناتو، الذي يلعب دورًا حيويًا في استقرار الشرق الأوسط. من خلال هذه الترقية، تُحسن مصر قدرتها على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية وتوحد معداتها العسكرية لتقليل التقادم وتحسين سلاسل الإمداد اللوجستي.
وفي نفس السياق، علق موقع Morocco World News على صفقة الأسلحة الأمريكية مع المغرب بأنها ستعزز من قدرة الجيش المغربي على مواجهة التهديدات المستقبلية، وتساهم في تحسين العمليات المشتركة وزيادة قابلية التشغيل البيني بين القوات الجوية الأمريكية والمغربية. تعد هذه الصفقة خطوة هامة في جهود تحديث الجيش المغربي، ويعتبر المغرب أكبر مستورد للمعدات العسكرية الأمريكية في أفريقيا.
تعكس صفقتا الأسلحة مع مصر والمغرب تعزيزًا كبيرًا للتعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. بينما تسهم هذه الشراكات في تعزيز القدرات العسكرية للطرفين لمواجهة التحديات الإقليمية، فإنها تعكس أيضًا التزام الولايات المتحدة بالاحتفاظ بحلفاء أقوياء في منطقة تشهد تحولات أمنية معقدة.