في قلب القرن الإفريقي، يتطلع الصومال إلى فجر جديد يعيد له الأمن والاستقرار. لكن هذا الطموح ليس طريقًا مفروشًا بالورود؛ فالصومال يواجه تحديات هائلة، من الجماعات الانفصالية إلى تعقيدات السياسة الداخلية.
وهنا، برزت مصر كشريك استراتيجي، تمد يدها لدعم هذا البلد الإفريقي الهام، سياسيًا وعسكريًا، في رحلة استعادة الأمل والنهضة. لأكثر من ثلاثة عقود، عانى الصومال من صراعات داخلية، تفككت فيها الدولة وغابت المؤسسات.
ظهرت الجماعات الانفصالية، كعقبة أمام الاستقرار، مستغلة ضعف الدولة لنشر الفوضى. لكن مع الدعم المصري، ونسج الصومال تحالفات إقليمية ودولية مؤثرة، تتخذ الحكومة الصومالية اليوم موقفًا صارمًا. بقيادة مبادرات أمنية واستراتيجية جديدة، وضعت شروطًا لأي حوار مع هذه الجماعات، تتضمن الاستسلام الكامل، والاعتذار للشعب الصومالي. بينما تعمل الحكومة على استعادة السيطرة، يلعب الدعم المصري دورًا حاسمًا في مسيرة الصومال نحو استعادة الاستقرار. منذ استقلال الصومال عام 1960، كانت مصر أول من بادر لدعم هذا البلد الشقيق.
عبر التاريخ، لعبت القاهرة دورًا محوريًا في تقديم الدعم السياسي، العسكري، والتنموي للصومال. في ستينيات القرن الماضي، قدمت مصر مساعدات عسكرية ودبلوماسية لتعزيز استقلال الصومال وحمايته من التدخلات الخارجية. واليوم، تُستكمل هذه العلاقة من خلال شراكة متجددة تركز على بناء قدرات الجيش الوطني الصومالي وتطوير مؤسساته الأمنية اليوم، تعود مصر بقوة لتلعب دورًا استراتيجيًا في دعم الجيش الوطني الصومالي. من تسليم المعدات العسكرية إلى تدريب الجنود، ومن تقديم الخبرات في مكافحة الجماعات المتمردة، إلى دعم بناء مؤسسات الأمن، تعمل القاهرة على تعزيز القدرات الصومالية في مواجهة التحديات.