ماعت جروب – ترجمة رامي سيد
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2025 تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية مغايرة تمامًا لتلك التي ميزت فترة ولايته الأولى، فبينما ورث في عام 2017 مشهدًا إقليميًا مستقرًا نسبيًا، فإن الشرق الأوسط وإفريقيا اليوم يواجهان اضطرابات غير مسبوقة، بحسب تقرير لمعهد الشرق الأوسط، ترجمته “ماعت جروب”.
يواجه الشرق الأوسط تغييرات جذرية، أبرزهاانهيار التوازن بين إيران وإسرائيل منذ تصعيد 2023، وسقوط نظام الأسد الذي خلق فراغًا أمنيًا عزز نفوذ إسرائيل، إضافة إلى الحرب الطويلة في غزة التي أودت بحياة 45 ألف فلسطيني وشردت معظم السكان، ما أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأعاق جهود التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، خاصة السعودية، التي تواجه ضغوطًا داخلية بسبب تصاعد المعارضة الشعبية للتطبيع، فضلا عن تعاظم النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، مما تضع هذه التحديات الإدارة الجديدة أمام اختبارات استراتيجية معقدة لإعادة صياغة دور الولايات المتحدة.
في هذا السياق، يشهدالخليج انقسامات واضحة نتيجة الحرب في غزة، حيث دعمت دول الخليج تخفيف التوتر مع إيران وأدانت العمليات الإسرائيلية، فيما تسعى السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، لكن النزاع في غزة يعرقل جهودها، في الوقت نفسه، تصاعدت مخاوف دول الخليج من تهديدات الحوثيين الذين استغلوا الصراع لدعم الفلسطينيين وتهديد الملاحة الدولية، ما يعرض استقرار المنطقة لمزيد من التوتر.
في هذا الصدد، يشهدالعراق تحولات بارزة، حيث تستعد الولايات المتحدة لتقليص وجودها العسكري بحلول 2026، ما يترك بغداد أمام تحديات أمنية جديدة، وعلى الرغم من النجاحات ضد تنظيم الدولة، تستغل الميليشيات المدعومة من إيران المخاوف لتعزيز نفوذها، واقتصاديًا، يشهد العراق مشاريع إعادة إعمار ضخمة بقيمة 400 مليار دولار، لكن تغير المناخ والجفاف يهددان الاستقرار الداخلي.
في المقابل، عززت تركيا دورها الإقليمي عبر تطبيع علاقاتها مع دول عربية واستغلال الفرص الدولية، ففي شمال إفريقيا والساحل، تشكل الشراكات الجديدة مع روسيا والصين تهديدًا للأمن الغربي وسط تنامي الفوضى، أما في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، تفاقم الأوضاع الأمنية بسبب الهجمات الحوثية والصراعات الإقليمية.
أمام هذه التغيرات، ستواجه إدارة ترامب تحديات معقدة تتطلب استراتيجيات متوازنة لضمان استقرار المنطقة وتعزيز الشراكات مع القوى الإقليمية، مع مواجهة منافسة دولية متزايدة.
#ترجمات_ماعت