.
#ماعت_جروب – ترجمة رامي سيد
ألمانيا تُعِد خططًا دفاعية شاملة لمواجهة أي احتمالية لتصعيد عسكري روسي في ظل المستجدات الأخيرة، حيث تم إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وما كان له من تداعيات حين أطلق الجيش الروسي الصاروخ أوريشينك الباليستي فرط صوتي متوسط المدى، إذ في إطار التصعيد المتنامي، نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تقريرا عنونته بـ “أوروبا تحت الهجوم الروسي”، حيث تصعّد هجماتها الهجينة وأوروبا تتردد في الرد.
وذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن روسيا كثفت حربها الهجينة على أوروبا عبر التخريب والتضليل والهجمات الإلكترونية، مستهدفة كابلات الاتصالات والبنية التحتية، ورغم ذلك تتسم الردود الأوروبية بالتردد خشية التصعيد مع الكرملين، وفقاً للصحيفة.
وحذرت الصحيفة من أن هذا التخاذل يضع أوروبا في خطر كبير، داعية لردع واضح يفرض تكلفة سياسية على موسكو.
وفي إطار المخاوف الأوروبية، كشفت صحيفة فرانكفورتر الجماينه، عن وجود وثيقة استراتيجية سرية تُحدّد الدور الذي سيؤديه الاقتصاد الألماني في حال شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومًا واسع النطاق على أوروبا، إذ تمتد الوثيقة التي تحمل اسم “الخطة التشغيلية الألمانية”، على ألف صفحة وتشتمل على تفاصيل دقيقة حول الاستعدادات المدنية والعسكرية، حيث قد تتحول ألمانيا إلى مركز رئيسي لنقل عشرات الآلاف من الجنود والإمدادات إلى الجبهة الشرقية لحلف الناتو.
ووفقًا للتقرير، قدّم الجيش الألماني إرشادات للشركات حول كيفية حماية بنيتها التحتية الحيوية في أوقات الطوارئ، كما وضعت الوثيقة خططًا تشمل الردع على أي مناورة روسية في شرق أوروبا، حيث تركز الاستعدادات على حماية المرافق الحساسة وتنسيق العمليات العسكرية واللوجستية داخل ألمانيا، في حال تفاقمت الأزمة.
إحياء الملاجئ العامة لمواجهة الغارات الجوية
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة شبيجل، بأن ألمانيا بدأت خطة شاملة لتوسيع الملاجئ العامة لحماية المدنيين من الغارات الجوية، وسط نقص حاد في عدد هذه المرافق، موضحة أن البلاد تمتلك حاليًا 579 ملجأً فقط، قادرة على استيعاب أقل من 500 ألف شخص، وهو رقم ضئيل مقارنةً بأكثر من 83 مليون نسمة.
تشمل الخطة تحويل المباني العامة والخاصة، مثل مواقف السيارات تحت الأرض ومحطات المترو، إلى ملاجئ للطوارئ، كما تعمل السلطات على تطوير تطبيق للهواتف الذكية يُمكّن المواطنين من العثور بسرعة على أقرب ملجأ عند الحاجة.
خطوات عاجلة لتعزيز البنية الدفاعية
وأكدت الصحيفة أن السلطات الألمانية تعمل على إنشاء ملاجئ جديدة وإعادة تأهيل الأقبية القديمة، حيث لا يزال ربعها فقط صالحًا للاستخدام، وتأتي هذه الإجراءات ضمن “مفهوم الدفاع المدني” الذي أقرّته الحكومة الاتحادية في عام 2023، والذي يهدف إلى بناء منظومة شاملة للملاجئ كإجراء وقائي ضد أي تهديد محتمل.
في ظل التصعيد الدولي المتزايد، تُظهر ألمانيا تحولًا ملحوظًا في سياساتها الأمنية من خلال تعزيز بنيتها التحتية الدفاعية والاستعداد لمواجهة أي سيناريو طارئ.
شاركنا رأيك.. لماذا حوّلت ألمانيا المواقف ومحطات المترو تحت الأرض لملاجئ طوارئ؟
#ترجمات_ماعت