ماعت جروب – ترجمة رامي سيد
كشف موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي، أن وزارة الدفاع الأمريكية قامت بشحن آلاف الأطنان من الذخيرة إلى إسرائيل عبر سفينة توقفت في قاعدة “روتا” البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسبانيا، في خرق واضح للحظر الإسباني المفروض على السفن المحملة بالعتاد العسكري المتجه إلى إسرائيل، هذا التطور أثار أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين، وفتح نقاشًا واسعًا حول سيادة إسبانيا ودور القواعد الأميركية في تجاوز القوانين الدولية.
ووفقًا لتحقيق أجراه باحثون من حركة الشباب الفلسطيني وتحالف التقدميين الدوليين، حملت السفينة MV Sagamore، المملوكة لشركة Sealift Inc.، أكثر من مليون رطل من الذخيرة والمعدات العسكرية من ميناء MOTSU العسكري في نورث كارولينا إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث توقفت في قاعدة “روتا” الأميركية-الإسبانية، مما يسلط الضوء على صعوبة فرض الحظر الإسباني بسبب الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي الإسبانية.
قاعدة “روتا”، رغم إدارتها المشتركة بين الولايات المتحدة وإسبانيا، تقع تحت السيادة الإسبانية من الناحية النظرية، إلا أن الرقابة الإسبانية عليها محدودة.
وأوضح النائب الإسباني إنريكي سانتياغو، أن شحن الذخائر عبر القواعد الأميركية يظل صعب الاكتشاف، مشددًا على أن الأشخاص المتورطين في تلك الشحنات، حال ثبوت استخدامها في جرائم دولية، سيخضعون للمساءلة القانونية.
وأضاف سانتياجو: “في ظل غياب الرقابة الكاملة على القواعد الأمريكية، تصبح الشحنات العسكرية الموجهة لإسرائيل أمرًا معقدًا يصعب تعقبه، لكن المساءلة القانونية تظل واردة إذا ثبت استخدامها في الحظر القانون الدولي”.
ازدواجية الأدوار بين المساعدات العسكرية والإنسانية.. ممرات السلاح الامريكي تمر عبر بوابة المساعدات
أشار التحقيق أيضًا إلى أن السفينة MV Sagamore، سبق استخدامها لنقل المساعدات إلى غزة في إطار الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة في مايو 2024، والذي انتهى بالفشل بتكلفة 230 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن السفينة كانت تنقل مساعدات غذائية إلى ميناء أشدود بالتزامن مع عملها تحت عقود عسكرية لنقل الذخائر، ما أثار تساؤلات حول ازدواجية مهامها واستخدامها في عمليات متعددة الأغراض.
وفي مواجهة القرار الإسباني بحظر رسو السفن المحملة بالعتاد العسكري، فتحت الولايات المتحدة تحقيقًا حول ما إذا كان الحظر ينتهك القوانين البحرية الدولية، بينما اقترحت أحزاب يسارية في البرلمان الإسباني وضع بروتوكول جديد يسمح بتفتيش السفن ومصادرة أي شحنات عسكرية متجهة إلى إسرائيل، مع إحالتها إلى المحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
سيادة إسبانيا على المحك
وسلط الكشف عن تمرير شحنات الذخيرة إلى إسرائيل عبر قاعدة عسكرية على الأراضي الإسبانية، الضوء على التوتر المتزايد بين واشنطن ومدريد، وفي ظل استمرار الحظر الإسباني، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسبانية للحفاظ على سيادتها، بينما يطرح هذا التطور تساؤلات حول استخدام القواعد العسكرية الأميركية في تجاوز القوانين الدولية وتعقيد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب على غزة.
#ترجمات_ماعت