ماعت جروب – ترجمة رامي السيد
في تحليل لمسار الأحداث في إفريقيا خلال عام 2024، سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء على سباق عالمي على مشاريع البنية التحتية، وصعود قوى إقليمية كالسعودية وتركيا، وانتصارات ديمقراطية ملحوظة في دول مثل السنغال وبوتسوانا. في الوقت ذاته، أظهرت أزمات السودان وملف جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية حجم الانقسامات بين الغرب ودول الجنوب العالمي.
صراع البنية التحتية وسعي بايدن للنفوذ:
ركزت إدارة الرئيس جو بايدن على إعادة التموضع في القارة، حيث زارها أكثر من 20 مسؤولاً رفيعاً هذا العام، في مقدمتهم السيدة الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. ورغم هذه الجهود، وصفت السياسات الأميركية بأنها محاولة للحد من نفوذ روسيا والصين، خاصة من خلال مشاريع مثل “ممر لوبيتو” للسكك الحديدية، الذي يستهدف المعادن الحيوية للتقنيات الخضراء، لكنه وُصف بمحاولة تقليد متأخرة لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
القوى الإقليمية تغير المشهد:
تنافست دول إقليمية على تعزيز حضورها في القارة. السعودية وتركيا ومصر وقطر والإمارات كانت في مقدمة المشهد. ففي حين عمقت تركيا علاقاتها العسكرية والتجارية مع الصومال ونيجيريا، ركزت مصر على تعزيز نفوذها العسكري في القرن الإفريقي.
أزمات وتوترات: السودان وجنوب إفريقيا في الواجهة
في السودان، وصلت المجاعة الجماعية إلى أرقام صادمة، مع احتياج نصف السكان إلى مساعدات غذائية عاجلة. كما اندلعت اتهامات تطهير عرقي وجرائم إبادة. على صعيد آخر، برزت جنوب إفريقيا في تحدٍ دولي كبير ضد إسرائيل، بدعم من دول الجنوب العالمي.
تحولات ديمقراطية: ضوء في النفق المظلم
رغم موجة الانقلابات، شهدت السنغال وبوتسوانا محطات ديمقراطية فارقة. في السنغال، أسفرت الانتخابات عن أصغر رئيس في تاريخ القارة، بينما أطاحت المعارضة في بوتسوانا بالحزب الحاكم لعقود، مما يُعد خطوة نحو تعزيز الديمقراطية.
وفيما يخص قطاع الطاقة في إفريقيا: قاطرة النمو الاقتصادي
سلط تقرير لمنصة إنرجي كابيتال آند باور على الجانب الاقتصادي، إذ قدمت المنصة استعراضاً شاملاً للتحولات في قطاع الطاقة الإفريقي، مسلطةً الضوء على مشاريع كبرى دفعت بالقارة إلى مركز الاهتمام العالمي، خاصة في غرب وشمال إفريقيا.
غرب إفريقيا: طفرة نفطية وغازية
شهدت غانا زيادة إنتاج النفط بنسبة 10.7% لأول مرة منذ خمس سنوات، مع تحقيق إيرادات بلغت 840.8 مليون دولار. كما دشنت السنغال أول إنتاج نفطي لها عبر مشروع Sangomar، بينما اقترب مشروع الغاز المسال Greater Tortue Ahmeyim بين السنغال وموريتانيا من الاكتمال بنسبة 95%.
مشاريع كبرى ومستقبل جديد للطاقة:
في نيجيريا، بدأت “مصفاة دانغوت”، الأكبر في إفريقيا، إنتاج وقود الطيران والديزل، بينما تم اختيار أبوجا مقراً للبنك الإفريقي للطاقة، الذي يُتوقع أن يبدأ عملياته في 2025. كما أعلنت دول كليبيا ومصر وموريتانيا عن جولات تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز، ما يعزز مكانة القارة كمحور أساسي لتأمين احتياجات الطاقة العالمية.
استثمارات واعدة في البنية التحتية الرقمية:
بالإضافة إلى النفط والغاز، شهد العام تقدماً في مشاريع البنية التحتية الرقمية. تنافست شركات مثل “غوغل” و”ميتا” مع الصين لتطوير كابلات الإنترنت البحرية، بينما وسعت شركة “ستارلينك” خدماتها لتشمل 15 دولة إفريقية، مما يمهد لثورة تكنولوجية على مستوى القارة.
من المنافسة الدولية على الموارد والطاقة، إلى الأزمات الإنسانية والتوترات الجيوسياسية، حمل عام 2024 لإفريقيا مزيجاً من التحديات والفرص، مؤسساً لحقبة جديدة قد تعيد تشكيل مستقبل القارة.
#ترجمات_ماعت