ترجمة خاصة – ماعت جروب | كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “أكسيوس”، أن مسؤولين أمريكيين يجرون محادثات حساسة مع دول عدة لعرض خطة نشر قوة دولية في قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة.
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي بعد انتهاك وقف إطلاق النار الأخير، ما أظهر هشاشة الوضع الميداني وأعاد تسليط الضوء على حاجة استقرار خارجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن اسم القوة المقترح ضمن خطة الرئيس دونالد ترمب هو “قوة الاستقرار الدولية”، وأن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) تتولى إعداد التفصيلات.
وأفادت المصادر، بحسب الصحيفة، أن الخطة تتضمن تأسيس قوة شرطة فلسطينية جديدة يتم اختيار عناصرها وتدريبهم بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب نشر وحدات عسكرية من دول عربية وإسلامية.
وأكدت “أكسيوس” نقلاً عن مسؤول أمريكي أن دولاً مثل إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا أعربت عن استعدادها لإرسال قوات، بينما أبدت دول أخرى تحفظات بسبب الوضع الأمني الفوضوي في القطاع.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الدول قلقة من الانخراط في مواجهة مباشرة مع حماس أو التعرض لنيران أطراف متشابكة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة ترمب المكونة من 20 بندًا تضع نشر القوة الدولية كشرط لانسحاب إسرائيل من نحو نصف الأراضي التي تسيطر عليها الآن في غزة، مُكلفة بحماية الحدود مع إسرائيل ومصر ومنع تهريب السلاح.
وأفاد مسؤول شارك في الإعداد بأن نجاح الخطة مرهون بموافقة حماس على التنازل عن جزء من صلاحياتها وبعض أسلحتها، وهو ما يثير شكوكاً لدى قوى محافظة داخل إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قبول الحركة ذلك طواعية.
وأكدت “أكسيوس” أن هدف المسؤولين الأمريكيين الأساسي هو تفادي تجدد الحرب، معتبرين أن القوة الدولية عنصر أساسي لتحقيق ذلك، لكنهم حذروا من التسرع.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع قوله: “من الأفضل أن نتحرك ببطء ونُنجز المهمة بشكل صحيح، لأننا لن نحظى بفرصة ثانية”.
وأوضحت الصحيفة أن مبعوثي ترمب، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ونائب الرئيس مايك فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، ناقشوا المسألة خلال زيارة أخيرة لإسرائيل، وعقد كوشنر وويتكوف لقاءات مطولة مع ضباط إسرائيليين كبار للحصول على تقييماتهم.
ونقلت “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي كبير أن واشنطن عرضت تصورات حول حجم القوة، بينما شدد الإسرائيليون على أهمية “الشرعية المحلية” واستعداد القوة للقتال عند الضرورة أكثر من مجرد العدد.
وأشارت الصحيفة إلى توتر إسرائيلي نتج عن فقدان السيطرة المطلقة على خريطة الخيارات، مع مطالبة أمريكية بصناعة الظروف المناسبة أولاً لتقييم جدية حماس.
وذكرت “أكسيوس” أن إسرائيل استهدفت منطقة رفح برد على هجوم مزعوم لحماس، ما يفاقم الشكوك بشأن قدرة أي ترتيبات على منع تجدد الاشتباك.
ولفتت الصحيفة إلى أن مشاركة دول قليلة فقط تبدو مستعدة لإرسال قوات قد تتعرّض للنيران، وأن إسرائيل ترفض أي وجود عسكري تركي في غزة رغم استعداد أنقرة للمشاركة بحسب المصادر.
وأفادت “أكسيوس” بأن واشنطن ترى إشراك تركيا وقطر ومصر مهماً لكون لهذه الدول قدرة تأثير على حماس، ونقلت عن مسؤول أمريكي: “لقد لعبت تركيا دورًا كبيرًا في إنجاح اتفاق غزة، وهجمات نتنياهو الكلامية عليها كانت مدمرة”.
وأوضحت “أكسيوس” أن الوسطاء الذين تواصلوا مع حماس يعتقدون أنها قد تقبل مراقبة القوة للحدود وربما عمليات داخلية محدودة، لكنّ العقبة الأساسية تبقى ضماناً حقيقياً بعدم ملاحقة عناصرها بعد تسليم السلاح. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن حماس تتعرض لضغوط من دول عربية وإسلامية لتسليم السلطة ونزع سلاحها، وأن الحركة “في أضعف حالاتها منذ نحو 20 عامًا”.
وأشارت “أكسيوس” إلى أن المسؤولين الأمريكيين يدرسون نشر القوة أولاً في جنوب غزة، حيث لا وجود بارز لحماس، لتهيئة منطقة آمنة لعمليات إعادة الإعمار في حال فشل التوصل إلى تسوية شاملة.
وأضافت الصحيفة أن صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي تُعد جاريًا لمنح القوة غطاءً قانونيًا، مع التأكيد أن هذه القوة لن تكون بعثة أممية لحفظ السلام بل ستبقى تحت إشراف وقدرة تأثير أمريكية.
وأكدت “أكسيوس” أن المداولات قد تتوصل إلى قرارات حاسمة خلال الأيام المقبلة لعرض المشروع على إسرائيل والدول المحتملة للمشاركة، وأن القائمين على الخطة يحاولون التعلم من إخفاقات بعثات حفظ السلام السابقة في لبنان وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي مشارك: “هناك اهتمام إقليمي قوي بالمشاركة، لم يرفض أحد، والجميع ينتظر الشكل النهائي”، فيما أضاف مصدر آخر: “من يعرف تاريخ هذا الصراع يعلم أن فرص النجاح ضئيلة، ويكاد يكون جنونًا ألا تكون متشككًا، لكن لا أحد يريد أن يعارض دونالد ترمب”.
