لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر مجرد زيارة بروتوكولية عابرة، بل حملت بين سطورها رسائل استراتيجية عميقة تتجاوز الصور والجولات السياحية. القاهرة استثمرت الزيارة بذكاء لتعزيز تحالفها مع باريس، ليس فقط في ملفات الدفاع والاقتصاد، بل في أخطر قضاياها الإقليمية، وعلى رأسها ملف سد النهضة. فرنسا، التي تسعى لاستعادة نفوذها في أفريقيا بعد خسائرها بغرب القارة، وجدت في مصر بوابة للعودة، وفي أزمة سد النهضة فرصة ذهبية للعب دور الوسيط بين القاهرة وأديس أبابا. تحركات باريس المقبلة مرشحة لأن تكون مفتاحًا لتقريب الرؤى، في ظل صراع النفوذ الدولي المحتدم على مياه النيل والقرن الأفريقي.